السبت 20 جمادى الثانية 1446 هـ | 21 ديسمبر 2024 ر

بحث في البطاقات الدعوية

إلى
ترجمة خادم العلم الشريف أبو الفضل أحمد بن منصور قرطامحقيقة الاتباع في زمن الضياع وسنة البلاء فيمن تبع الأنبياءالمجلة الغماريةالآل والأصحاب... حُبُّ وانتساب...نفائس المُعَلَّقات

للإطلاع على المزيد، بإمكانكم زيارة صفحة سؤال وجواب في ضروريات الدين بالضغط هنا

<b>العنوان: </b>خاتمة قصيدة في مدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم<br/><b>التصنيف: </b>عرف التعريف بالمولد الشريف<br/><b>التفاصيل الملحقة: </b>قصيدة في مدح النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أَحْيـَـا رَبِيـــــــعَ الْقَلْبِ شَهْــرُ الْمَـوْلِـــدِ *** كُلَّ الأَنَــــامِ بِذِكْـــرِ مَوْلِــــدِ أحمــدِ جَاءَتْ لِمَوْلِــــدِهِ الشَّرِيـــــفِ بَــشَائِــــرٌ *** وَخَـــوَارِقُ الْعـــاَدَاتِ لَيْـــلَةَ مَوْلِـــدِ شَـــرُفَ الزَّمَـــــان وَأَهْـلُـــــهُ بِوِجـــودِهِ *** شَرَفًا يَروحُ عَلى الزَّمَـــان ويَغْتَــدِي وافى وليـلُ الجهلِ قد حجــبَ الهــدى *** وبـــدا الصَّـبــــاح بنــــوره المتوقِّــد فهـــــدى ضُــــلَّالِ الحائــريـــن بنـــوره *** حتى استبــانَ عنادُ مَن لم يهتـدي أبــدى لنا سُبُـل الرَّشـــاد ولم يـــــدَعْ *** منها سبيـــــلاً فهْوَ أكـــــرمُ مُرشِــدِ قَــدْ مـــــدَّ فينــــا بحــرَ علـــمٍ زاخِــــرٍ *** عَذِبًـــا لذيـذَ الـوِردِ سهــلَ المـــورِد آيَـــاتُــــــهُ وَالْمُـعْـجِـــــزَاتُ كَـثِـــيــــرَةٌ *** شَهِـدَتْ بِصِـحَّـتِـهَا عُقُــولُ الْحُسَّـدِ الْبَــدْرُ شُــــقَّ بِأَمْـــرِهِ وَالشَّمْـــسُ إِذْ *** غَرُبَـــــتْ لَهُ رُدَّتْ بِغَيْــــــرِ تَــــرَدُّدِ وَالْوَحْشُ وَالأَشْجَــارُ قَد سجَـــدَتْ لَـهُ *** وَعَلَيْـــهِ قَــد سلَّمْـــنَ بَعْـدَ تَشَهُّـــدِ وَمِنَ الْيَـسِيــرِ سَقَى وَأَطْعَمَ جَيْشَــهُ *** حَتَى اكْتَفَـــوْا وَ يَـسِيـــرُهُ لَمْ يَنْفَـــدِ وَسَـــرَى وَقَدْ أَسْــرَى بـهِ سبحانــــه *** يقظــــانَ ممتطيـًــا أعـالي الفرقَـــدِ وعلا على الأفـــلاكِ والأمـــــلاكِ في *** مَسْــــراهُ يشهَـــدُ ثَمَّ ما لم يشهَــدِ وله مـــــــدى أنفاسِــــــه معَ ربِّـــــهِ *** ما شِئــتَ من قُـــربٍ ولَـذَّةِ مَشهَـــدِ وَلَهُ الْوَسِيــــلَةُ وَالْفَضِيــــلَةُ وَالْعُــــلا *** وَمَقَامُـــهُ الْمَحْمُـــودُ يَـــوْمَ الْمَوْعِـــدِ أَوْصَافُـــــــهُ مَا يَـنْـتَـهِي تَعْـــــدَادُهَـا *** فَالْمَدْحُ يَقْصُـــرُ عَنْ بُلُــوغِ الْمَقْصِـــدِ يَا سَيِّـــدَ السَّــادَاتِ جِئْتُــكَ قَاصِـــدًا *** أَرْجُــو حِمَـــاكَ فَلاَ تُخَيِّــبْ مَقْصِــدي قَدْ حَلَّ بِي مَا قَدْ عَلِمْتَ مـِـنَ الأَذَى *** وَالظُّلْـمِ وَ الضَّعْفِ الشَّدِيــدِ فَأَسْعِـــدِ مَا لِي سِــوَى حُـبِّـي لَدَيْكَ وَسِيــلَةٌ *** فَامْـنُــنْ عَلَيَّ بِفَضْــلِ جُودِكَ أَسْعَــدِ إِنِّي نَزِيــلُكَ وَالنَّـزِيـــــــلُ لَدَيْـــكَ يَــا *** خَيْــــرَ الأَنَـــامِ بِكُلِّ خَيْـــــرٍ يَغْتَــــدِي واشفَـــــع لربِّـــــكَ أن يعافيَـني وأن *** لا تُشْمِـت الأعـــداءَ بي يا سيِّــــدي يــا ربُّ يــا اللهُ هــــــذا المصـطفـى *** شفِّعـــهُ فيَّ وعــافِ سمعي واردُدِ فَعَـلَيْـــــه مِنَّـــا كُــــلِّ وَقْــتٍ دَاِئمًـــا *** أَزْكَى الصَّلاةِ مَعَ السَّلامِ السَّرْمَـدِيْ وَعَـلَى صَحَـابَتِـــــــه الْكِـــرَامِ وَآلِـــهِ *** وَالتَّـابِعِيـــنَ لَهُمْ بِخَيْـــــرٍ فـَـاجْــهَــــدِ هذا سمــاعُ حديثِ مولِــــدهِ انتهى *** والحمــــدُ لله المُعيــــــن المُـسعِـــدِ بركـــاتُــه نرجــــو بها في هذه الــدُّ *** نيــا المصـالِحَ والشَّفاعـــةَ في غـدي يـا ربَّنــا أصلِــح ســـــرائــرَنا وسـيــ *** ـــرَتنـا بأســـــرارِ النَّـبــــيِّ مـحـمَّـــدِ يـا ربِّ وارحمنــــــا ووفِّــقنــــا وجُــدْ *** والْطُـف وألْهِمنــــا الرَّشـــادَ وســــــدِّد واصفَحْ ومُنَّ بجمـعِ شملٍ واغْفِــــرًا *** لمـحمَّــدِ بن مـحمَّــــدِ بن مـحمَّــــــدِ
خاتمة قصيدة في مدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم
<b>العنوان: </b>فصلٌ في ذكر شيءٍ من مُعجِزاته صلى الله عليه وآله وسلم<br/><b>التصنيف: </b>عرف التعريف بالمولد الشريف<br/><b>التفاصيل الملحقة: </b>فصلٌ في ذكر شيءٍ من مُعجِزاته ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أعظمها القرآن العظيم كلام الله تعالى المتلوُّ آناء الليل والنَّهار ، وقد أعجز الجِنَّ والإنس فلا يقدرون على أن يأتوا بسورةٍ مثله بل ولا بآية، وكلُّ معجزات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام انقطعت بموتهم إلا معجزته صلى الله عليه وآله وسلم . وانشقَّ له القمر كما نطق به القرآن العظيم وصحَّ من طُرُق ، وكلَّمه الضَّبُّ كما رواه الحاكم في صحيحه . وأَخبرَ صلى الله عليه وآله وسلم أنَّ خزائنَ كِسرى تنفقها أُمَّته في سبيل الله تعالى ، وأنَّ مُلك كِسرى والرُّوم يُفتَح فكان كذلك ، وأنَّ المسلمين يقاتلون قومًا صِغار الأعين عِراض الوجوه ذُلْف الأنوف أي : فُطْسها ، وأنَّ الشَّام واليمن تُفتحان ، وأنَّ أُمَّته تَفتَح مصرَ أرضًا يُذكَر فيها القيراط ، وأنَّ سيدنا أويسًا القرنيَّ يقدُمُ في إمداد اليمن وكان به برص فيبرَأ إلا قدْر دِرهم . وهاجت ريحٌ شديدةٌ فقال صلى الله عليه وآله وسلم : " هذه الرِّيح لموت منافِق " . قال سيدنا جابر : فقدِمنا المدينة فوجدنا عظيمًا من المنافقين قد مات " . وأكل صلى الله عليه وآله وسلم من شاةٍ لُقمة ، ثم قال : " هذه تُخبرني بأنها أُخِذت من غير إذنِ أهلها " ، فإذا هو كما قال ، وتحرَّك الجبل فقال: " اسكنْ فإنَّما عليك نبيٌّ وصِدّيق وشهيدان " ، فسكَن ، وكان هو وسيدنا أبو بكر وسيدنا عمر وسيدنا عثمان رضي الله تعالى عنهم . وفي صحيح مسلم : " أنَّ الله زوى ليَ الأرض فرأيتُ مشارِقها ومغارِبها وسيبلغ مُلكُ أمتي ما زُويَ لي منها " . وفي البخاري : " نبع الماء من بين أصابعه بالحدَيبية فتوضَّؤوا وشربوا وهم خمسَ عشرة مئة " . ومرَّةً أخرى وهم ثلاثمئة ، ومرَّةً وهم ما بين السَّبعين إلى الثمانين . وحديث المزادتين قال عمران :" إنَّا شرِبنا منهما ونحن نحو الأربعين فلم تنقُصا " . وسبَّح في كَّفِّه الحصى ، وكذلك الطَّعام كان يُسمَع تسبيحه وهو يؤكَل ، وسلَّم عليه صلى الله عليه وآله وسلم الحجر ، وشهِد الذِّئب بنبوَّته ، ومرَّ صلى الله عليه وآله وسلم في سفَره ببعير يُستقى عليه الماء فلمَّا رآه جَرْجر - أي : صوَّت - فقال : " إنَّه شكى كثرة العمل وقِلَّة العلَف " ، ومرَّ ببعيرٍ آخر في حائطٍ فلمَّا رآه حنَّ وذرَفَت عيناه فقال لصاحبه : " إنَّه شكى أنك تُجيعه " ، وسجد له بعيران عجز صاحبُهما عنهما من شِدَّتهما ، وجاءت شجرة تشُقُّ الأرض حتى قامت عنده وهو نائم فسلَّمت عليه . وأمر صلى الله عليه وآله وسلم شجرتين فاجتمعتا حتى قضى حاجته خلفهما ثم أمرهما فتفرَّقتا ، ودعا عَذْقًا فنزل من جذعه حتَّى سقط في الأرض فجعل ينقز في الأرض حتى أتاه ، ثُمَّ قال له : " ارجع " فرجع مكانه ، وأمر بنحر ستِّ بَدَنات فجعلن يزدلِفن إليه بأيَّتهِنَّ يبدأ . وأصيبت عينُ سيدنا قتادة بنِ النُّعمان رضي الله تعالى عنه يوم أُحُد حتَّى وقعت على وجنته فردَّها صلى الله عليه وآله وسلم بيده فكانت أصحَّ عينَيه وأحدَّهما وكانت لا ترمد إذا رمدت الأخرى ، وتفل في عين سيدنا عليٍّ عليه السَّلام يوم خيبر وكان قد أرمد فبرئ من ساعته ، وأتاه وهو شاكٍ فدعا له فما اشتكى وجعه ذلك ، وكُسِرت رِجل سيدنا عبد الله بن عتيك رضي الله تعالى عنه فمسحها صلى الله عليه وآله وسلم بيده فبرئت من وقته ، وأخبر أنَّهَ يقتُل أميَّةَ بنَ خلف فكان كما قال . وأخبر بمصارع المشركين ببَدر فقال صلى الله عليه وآله وسلم: " هذا مصرع فلان وهذا مصرع فلان غدًا إن شاء الله تعالى " ، فلم يعدُ أحدٌ منهم مصرَعه الذي سمَّاه . وأنَّ طوائف من أُمَّته يركبون البحر غزاةً في سبيل الله كالملوك على الأسِرَّة ، وأنَّ السيَّدة أمُّ حَرام خالةَ سيدنا أنسٍ بن مالك رضي الله تعالى عنهما منهم فكان كذلك . وأخبر صلى الله عليه وآله وسلم أنَّ سيدنا عثمان رضي الله تعالى عنه تُصيبه بلوى فيُقتَل صابِرًا فقُتَل صابِرًا ، وقال لسيدنا الحسن عليه السَّلام: " إنَّ ابني هذا سيِّدٌ، وسيُصلِح الله به بين فِئتَين عظيمتين من المسلِمين " ، فسلَّم الأمرَ لمعاوية . وأخبر صلى الله عليه وآله وسلم بقتل الأسود العنسي الكذَّاب ليلة مقتله وبمن قتله وهو بصنعاء من اليمن فجاء كما قال . وأخبر صلى الله عليه وآله وسلم بمِثل هذا عن كِسرى فكان كذلك . وقال لرجل يدَّعي الإسلام وهو في القِتال معه : " إنَّه من أهل النَّار" ، فصدَّق اللهُ قولَه بأن نحر نفسَه ، وشُكِيَ إليه قُحوط المطر وهو على المنبر فدعا الله تعالى وما في السماء قزَعه - أي : قطعة سحاب - فثار السَّحاب أمثالَ الجِبال ، فمُطِروا إلى الجمعة الأُخرى ، فشُكِيَ إليه كثرة المطر فدعا الله فرفعَه في الحال . وأطعم صلى الله عليه وآله وسلم أهل الخندق من صاع شعير، وأطعم الجماعة من تمرٍ يسير لم يملأ كفَّيه ، وأطعم في منزل سيدنا أبي طلحة رضي الله تعالى عنه ثمانين رجلاً من أقراص شعير جعلها سيدنا أنس رضي الله تعالى عنه تحت إبطِه حتى شبِعوا وبقي كما هو ، وأمر صلى الله عليه وآله وسلم سيدنا عمرَ بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أن يُزوِّد أربعَمئة راكبٍ من تمرٍ قليل فزوَّدهم وبقي كأنَّه لم ينقص ، وأطعم الجيش من مِزْوَدِ سيدنا أبي هريرة رضي الله تعالى عنه حتَّى شبِعوا ثُمَّ ردَّ ما بقِيَ منه، وكان وضعه في يده ودعا له فأكل منه مدَّة حياة النَّبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم وسيدنا أبي بكر وسيدنا عمر وسيدنا عثمان رضي الله تعالى عنهم، فلمَّا قُتِل عثمان ذهب وحمل منه نحو خمسين وسْقًا في سبيل الله تعالى ، وأطعم صلى الله عليه وآله وسلم في بنائه بالسيدة زينب بنت جحش رضي الله تعالى عنها من قصعة أهدتها له السيدة أم سُلَيم رضي الله تعالى عنها خلقًا كثيرًا ، ثُمَّ رُفِعت وهي كما هي . واصطفاه الله تعالى بالمحبَّة والخُلَّة والقُرب والدُّنوِّ والمِعراج ، والصلاة بالأنبياء عليهم الصلاة والسَّلام ، وبالشَّهادة ، ولواء الحمد ، والوسيلة ، والبشارة والنِّذارة ، والهداية والأمانة ، والرحمة للعالمين ، وإعطاء الكوثر، والرِّضا ، وإتمام النِّعمة ، ومغفرة ما تقدَّم وما تأخَّر ، وشرح الصَّدر ووضع الوِزر ورفع الذِّكر وعزَّة النَّصر والتأييد بالملائكة ، ونزول السَّكينة وإيتاء الكتاب والحكمة والسَّبع المثاني وإجابة دعوته ، والقَسَم باسمه صلى الله عليه وآله وسلم ، وردِّ الشَّمس ، وقلب الأعيان ، وظِلِّ الغَمام ، والإبراء من الآلام ، والعصمة من النَّاس ، والاطلاع على الغيب ، وصلاة الله تعالى عليه والملائكة ، إلى غير ذلك من المُعجزات ، وما أعدَّه الله له في الدار الآخرة ، صلى الله تعالى عليه وآله وسلَّمَ كلما ذكره الذَّاكِرون وغفل عن ذِكره الغافلون - عَطِّرِ اللهم رَوْضَهُ الشَّريف بِعَرْفٍ شَذِيٍّ من صلاة وتشريف -
فصلٌ في ذكر شيءٍ من مُعجِزاته صلى الله عليه وآله وسلم
<b>العنوان: </b>فصلٌ في خُلُقِه وشيمته صلى الله عليه وآله وسلم<br/><b>التصنيف: </b>عرف التعريف بالمولد الشريف<br/><b>التفاصيل الملحقة: </b>فصلٌ في خُلُقِه وشيمته ( صلى الله عليه وآله وسلم ) سُئِلَت السيِّدة عائشةُ رضي الله تعالى عنها وعن أبيها : كيف كان خُلُق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ فقالت : " كان خُلُقه القرآن، يرضى لما يرضاه، ويغضب لما يغضبه " . وكان صلى الله عليه وآله وسلم أشجع الناس، قال سيدنا عليٌّ عليه السلام : " كُنّا إذا حَمِيَ البأس ولَقِيَ القومُ القومَ اتَّقَينا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " . وعن سيدنا أنس رضي الله تعالى عنه يرفعُه قال : قال صلى الله عليه وآله وسلم : " فُضِّلتُ على النَّاس بأربع : بالسماحة، والشَّجاعة، وكثرة الجِماع، وشدَّة البطش ". وعن سيدنا جابر رضي الله تعالى عنه قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أكرم الناس، ما سُئِل قطُّ شيئًا فقال لا " . وعن سيدنا أنس رضي الله تعالى عنه أن رجلاً سأل النَّبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم غنمًا بين جبلَين فأعطاه إيِّاه، فأتى قومَه فقال : " أيْ قومِ أسلِموا، فوالله إنَّ محمدًا ليُعطي عطاءَ من لا يخاف الفقر " . وكان صلى الله عليه وآله وسلم أحلم النَّاس، سُئل الدَّعاء على قوم من الكُّفَّار فقال : " إنَّما بُعِثتُ رحمةً ولم أُبعَث عذابًا ". ولْمَّا كُسِرت رَباعيته وشُجَّ وجهه قال صلى الله عليه وآله وسلم: " اللهم اغفر لقَومي فإنَّهم لا يعلمون " . وكان صلى الله عليه وآله وسلم أشدَّ حياءً من العذراء في خِدرِها ، لا يثبِّتُ بصَرَه في وجهِ أحد، قالت السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها وعن أبيها : " ما أتى أحدًا من نسائه إلا مُتقَنِّعًا يُرخي الثَّوب على رأسه، ولم أرَ منه ولا رآه مِنّي ". وكان صلى الله عليه وآله وسلم لا ينتقم لنفسه ولا يغضَب لها إلا أن تُنتَهَك حُرُمات الله، وإذا غضِب لم يقُم لغضبه أحد، وما خُيِّر بين أمرَين إلا اختار أيسَرَهما ما لم يكن إِثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعدَ النَّاس منه . وما عاب صلى الله عليه وآله وسلم طعامًا قطّ، إن اشتهاه أكله وإلا تركه، وكان لا يأكل متَّكِئًا ولا على خوان ولا خُبزٌ له مُرقَّق، وأكل البِطِّيخ بالرُّطَب والقِثَّاء بالرُّطب وقال صلى الله عليه وآله وسلم: " يكسر حرُّ هذا بردَ هذا " . وكان يحِبُّ الحلواء والعسل، وأحَبُّ الشَّراب إليه الحلوُ البارِد . قال سيدنا أبو هريرة رضي الله تعالى عنه: " خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الدنيا ولم يشبع من خبز الشَّعير، هو وأهلُ بيته " . وكان يأتي عليه الشهر والشَّهران لا يوقَد في بيتٍ من بيوته نار، كان قوتُهم الماء والتَّمر . وكان صلى الله عليه وآله وسلم أكثر النَّاسِ تواضُعًا، يَخصِف نعلَه، ويرقع ثوبَه، ويخدِم في مِهنة أهله، ويحلُب الشَّاة، ويعودُ المريض، ويجيب من دعاه من غنيٍّ أو فقير، ويحبُّ المساكين، ويشهد جنائزهم، ويعود مرضاهم، ولا يَحقِرُ فقيرًا لفَقره، ولا يهابُ ملِكًا لمُلكِه، ولم يقابِل أحدًا بما يكره قطّ، يقبل معذِرة المعتذِر إليه، وكان يركب البعير والفرس والبغلة والحمار ويُردِف خلفَه، وكان صلى الله عليه وآله وسلم لا يدَعُ أحدًا يمشي خلفه، ويقول : " خلُّوا ظهري للملائكة " . وأصابه صلى الله عليه وآله وسلم يوم الخندق جهدٌ فعصب على بطنه الحجر من الجوع، مع ما آتاه الله تعالى من مفاتيح خزائن الأرض، وكان صلى الله عليه وآله وسلم يُكثِر الذِّكر ويُقِلُّ اللغو، ويطيل الصلاة ويقَصِّر الخُطبة، ولا يستنكِفُ أن يمشيَ مع الأرملة والعبد، ويحِبُّ الطِّيب ويكرهُ الرِّيح الكريهة، وكان يتألَّفُ أهل الشَّرف، ويُكرِم أهل الفضل، ويرى اللعِب المباح فلا ينكره، ويمزح ولا يقول إلا حقًا . - عَطِّرِ اللهمَّ رَوضَهُ الشَّريف ، بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلاةٍ وَتَشْرِيف -
فصلٌ في خُلُقِه وشيمته صلى الله عليه وآله وسلم
<b>العنوان: </b>فصلٌ في صفته صلى الله عليه وآله وسلم<br/><b>التصنيف: </b>عرف التعريف بالمولد الشريف<br/><b>التفاصيل الملحقة: </b>فصلٌ في صفته ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان عليه أفضل الصلاة والسَّلام أكمل النَّاس خَلْقًا، وأجملَهم ذاتًا، تامَّ المَلاحة، مكمَّل الجمال، وضيء الوجه نيِّرَه، رَبعة معتدِل القامة، لا بالطويل الباين ولا بالقصير، ذا بهاءٍ وهَيبة، أبيض اللون أزهره مُشْرَبًا بالحُمرة، أزجَّ الحاجبَين وهو : تَقَوُّسٌ في الحاجب مع طولٍ يكون في طرفه امتداد . أفلج الأسنان وهو : تباعد ما بين الثنايا والرباعيات وذلك بخلاف المتراصِّ الأسنان . أشنَب، والشَّنَب : البياض والبَريق في الأسنان، ويُقال : برد الأسنان وعذوبتها : يراد عذوبة الفم، ويقال : حِدَّتها ويراد بذلك طراوتها . ضليع الفم : أي عظيمه وواسعه وذلك دالٌ على القوَّة والشَّجاعة، أسهل الخدَّين : أي غير رابيتين ولا كثيرَي اللحم فإنَّه يدلُّ على العجز واللؤم . أدعج العينَين أشكلُهما، والدَّعَج : شِدَّة سواد العَين مع سِعَتها، والشَّكَل : حُمرة في بياض العين . أهدب - أي طويل أشفار العَين - واسع الجبين . أقنى العرنين، والعرنين : تحت مجتمع الحاجبين من الأنف، وقنا الأنف : طوله ودِقَّة أرنبَتِه مع حدَب في وسَطِه، وهو مدح في الرَّجل دالٌ على كمال خِلقَتِه وعَيبٌ في الخَيل . بعيد ما بين المنكبَين، والمنكِب : مجمَع عظم العضُد والكَتِف، وهو غاية في كمال المحاسِن . بسط الكَفَّين - أي : واسعهما - شَثْنهما، وهو الذي في أنامِلِه غِلَظ، وهو يُحمَد في الرِّجال دون النِّساء . ضخم الرَّأس والقدَمَين، منهوسُ العَقِبَين، أي : قليل لحم العَقِب . لم يتجاوز شعره شحمتَي أذُنَيه، توفي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يبلُغ في شَيبِه عشرين شعرة . بين كَتِفيه خاتَم النُّبوّة، قال سيدنا السَّائب بن يزيد رضي الله تعالى عنه: " رأيتُ خاتَم النُّبُوَّة بين كَتِفَيه مثلَ زرِّ الحَجَلة "، رواه البخاري ومسلم . والحجَلة : بيتٌ من ثيابٍ كالقُبَّة لها أزار كِبار وعُرىً، تُسمّى اليوم بشخانة . وفي صحيح مسلم عن سيدنا جابر بن سَمُرة رضي الله تعالى عنه قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد شمِط مُقَدَّم رأسه ولحيته، وكان إذا ادَّهن لم يتبيَّن وإذا شَعِث رأسُه تبيَّن، وكان صلى الله عليه وآله وسلم كثير شعر اللحية، فقال رجل : وجهُه مثل السَّيف ؟، قال: لا، بل مِثَلَ الشّمسِ والقمر، وكان مستديرًا، ورأيتُ الخاتَم عند كَتِفِه صلى الله عليه وآله وسلم مثلَ بيضة الحمام يُشبه جَسَدَه " . وشَمِط - بكسر الميم - أي : ابتدأ به الشَّيب، وشَعِث رأسُه : أي تفرَّق شعره، وهو بكسر العين . وروينا في الصَّحيحَين عن سيدنا أنس رضي الله تعالى عنه قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أزهرَ اللون، كأنَّ عرَقَه اللؤلؤ، إذا مشى تكفَّأ ، وما مَسِسْتُ ديباجةً ولا حريرةً أليَن من كَفِّه صلى الله عليه وآله وسلم، ولا شَمَمتُ مِسكًا ولا عنبرةً أطيب من رائحته صلى الله عليه وآله وسلم " . وقد روَينا هذا الحديث مسلسلاً بالمصافحة . يتكفَّأ : قيل : يتمايل يمينًا وشمالاً جِبِلَّة، وقيل : الصواب : يميل إلى قُدَّام .وفي حديث سيدنا عليِّ بن أبي طالب عليه السلام: " إذا مشى يتقلَّع كأنَّما يمشي في صبَب "، وهو الحُدور . - عَطِّرِ اللهمَّ رَوضَهُ الشَّريف ، بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلاةٍ وَتَشْرِيف -
فصلٌ في صفته صلى الله عليه وآله وسلم
<b>العنوان: </b>حجُّهُ ووفاته صلى الله عليه وآله وسلم<br/><b>التصنيف: </b>عرف التعريف بالمولد الشريف<br/><b>التفاصيل الملحقة: </b>حجُّهُ ووفاته ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وحجَّ النَّبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم بالنَّاس حجَّة الوداع وتُسمَّى حجَّةَ الإسلام، فخرج من المدينة يوم السبت لخمسٍ بقين من ذي القِعدة سنة عشرٍ ومعه سبعون ألفًا ، ويقال : مئة ألف، وكانت الوقفة الجمعة . ودخلت سنة إحدى عشرة، ففي يوم الأربعاء آخر صفر بدأ النَّبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم وجعه، فحُمَّ وصُدِّع، ثم أمر سيدنا أبا بكر رضي الله تعالى عنه أن يُصليَ بالنَّاس، وبقِيَ تلك الجمعة في وجعه، وأفاق يوم الاثنين الخامس من شهر ربيع الأوَّل، وفي الأحد اشتدَّ وجعه صلى الله عليه وآله وسلم، وتوفي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الاثنين بلا خلاف، الثاني عشر من شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة، شهيدًا، حين زاغت الشَّمس، وقيل : حين اشتدَّ الضَّحاء، وله ثلاثٌ وستون سنة صلوات الله تعالى وسلامه عليه . - عَطِّرِ اللهمَّ رَوضَهُ الشَّريف ، بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلاةٍ وَتَشْرِيف -
حجُّهُ ووفاته صلى الله عليه وآله وسلم
<b>العنوان: </b>أحداثٌ في المدينة<br/><b>التصنيف: </b>عرف التعريف بالمولد الشريف<br/><b>التفاصيل الملحقة: </b>أحداثٌ في المدينة ودخل صلى الله عليه وآله وسلم المدينةَ يوم الاثنين الثامن أو الثاني عشر من ربيع الأول، وذلك في الرابع من تير ماه من شهور الفرس، والعاشر من أيلول من شهور السِّريان؛ وله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثٌ وخمسون سنة، وكانت أوَّل كلمة سُمِعت منه : أفشوا السَّلام، وأطعموا الطَّعام، وصِلُوا الأرحام، وصلُّوا بالليل والناس نِيام، تدخلوا الجنَّة بسلام . وفي الثاني عشر من ربيع الآخر زِيد في صلاة الحضر، وبنى صلى الله عليه وآله وسلم مسجدُه، وخطب إلى جِذعٍ في المسجد حتى عُمِلَ له مِنبَر بثلاثِ درجات، فلمَّا خطب عليه حنَّ عند ذلك الجِذعُ وخار كالبقرة، فنزل النَّبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم واحتضنه حتى سكن، وقال : لو لَم ألتزِمْه لحنَّ إلى يوم القيامة، وكان اتِّخاذُ المنبر في سنة سبع . وأُرِيَ سيدنا عبدُ الله بنُ زيد رضي الله تعالى عنه الأذانَ عندما استشار النَّبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه رضي الله عنهم فيما يجمعهم به للصلاة، وفُرِضت الزَّكاة على النِّصاب الشَّرعي، وكذلك فُرِض الجهاد، وفي يوم الثلاثاء النِّصف من شعبان في السَّنة الثانية من الهجرة حُوِّلت القِبلة من جهة بيت المقدِس إلى جهة الكعبة، وفُرِض الصَّوم في أواخر شعبان، وكانت وقعت بدر في يوم الجمعة السابع عشر من شهر رمضان، وفي الثامن والعشرين منه فُرضَت زكاة الفِطر، وحُرِّمت الخمر في شوال من السَّنة الثَّالثة، ووُلِد سيدنا الحسن بن عليٍّ عليهما السَّلام، وفي السَّنة الرَّابعة نزلت آية التيمم، ووُلِد سيدنا الحسين بن عليٍّ عليهما السَّلام . وفي سنة خمسٍ كانت صلاةُ الخوف، أو في السَّنة التي قبلَها، وكانت غزوة الحُدَيبية وهي قريب مكة مستهلَّ ذي القِعدة سنة ستّ، وكانوا ألفًا وأربعَمئة فبايعوا النَّبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم بَيعة الرِّضوان تحت الشَّجرة . وفي سنة سبع كانت عُمرة القضاء مستهلّ ذي القِعدة أيضًا، وكان صلى الله عليه وآله وسلم في ألفَين، وساقَ من المدينة ستين بَدَنة فنحَرَها، وأقام بمكّة ثلاث أيّام ورجعوا . ثمَّ فتح الله مكّة في رمضان سنة ثمان، لِنقض قريشٍ العهدَ، وطاف النَّبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم بالبَيت يوم الجمعة العشرين من شهر رمضان وحوله ثلاثمئة وستون صنَمًا، فكلما مرَّ بصنمٍ أشار إليه بقضيبه قائلًا : جاء الحقُّ وزهق الباطِل، إنَّ الباطل كان زهوقا، فيقع الصَّنم لوجهه . وفُرِض الحجُّ في سنة تسع على الصَّحيح، وقيل : سنة ستّ، وقيل : سنة سبع . وتتابعت الوفود على النِّبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم بالإسلام، وحجّ بالنّاس سيدنا أبو بكر الصِّديق رضي الله عنه بسورة براءة لينبذ إلى كلِّ ذي عهد عهدَه، وأن لا يحجَّ بعد العام مُشرِك، ولا يطوف بالبيت عُريان، فلما نزل العَرْج أدركه سيدنا عليّ عليه السلام بالعضباء مبلِّغًا؛ وكان حجُّهم ذلك العام في ذي القِعدة . - عَطِّرِ اللهمَّ رَوضَهُ الشَّريف ، بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلاةٍ وَتَشْرِيف -
أحداثٌ في المدينة
<b>العنوان: </b>هجرته صلى الله عليه وآله وسلم<br/><b>التصنيف: </b>عرف التعريف بالمولد الشريف<br/><b>التفاصيل الملحقة: </b>هجرته ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ثُمَّ أذِن النَّبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه رضي الله عنهم في الهجرة إلى المدينة بعد قدوم مَن أسلم على يده من الأنصار، وهاجروا في السنة الثالثة عشرة من النُّبوَّة، وأذِن الله تعالى للنَّبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم أن يهاجِر، وأخبره سيدنا جبريل عليه السَّلام أن يستصحِب سيدنا أبا بكر الصِّدِّيق رضي الله تعالى عنه، فخرجا مختفيَين وبقيا في غار ثور - جبلٍ بأسفل مكَّة - ثلاثًا، أي : أيامًا ثلاثة أو أكثر، فأمر الله تعالى العنكبوت فنسج على بابه، وأمر حمامتين وَحْشيتَين فعششتا عليه، ثُمَّ خرجا من الغار والنَّبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم على ناقته الجذعاء، فتعرَّض لهما سُراقة بن مالك، فدعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم فساخت قوائم فرسه بالأرض، فطلب الأمان فأُطلِق . - عَطِّرِ اللهمَّ رَوضَهُ الشَّريف ، بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلاةٍ وَتَشْرِيف -
هجرته صلى الله عليه وآله وسلم
<b>العنوان: </b>بعثته وإسراؤه صلى الله عليه وآله وسلم<br/><b>التصنيف: </b>عرف التعريف بالمولد الشريف<br/><b>التفاصيل الملحقة: </b>بعثته وإسراؤه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولمَّا كمُل له صلى الله عليه وآله وسلم أربعون سنة بعثه الله تعالى إلى الخلق أجمعين؛ فكان أوَّل ما بُدِئ به من الوحي الرؤيا الصالحة في النَّوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصُّبح، ثم حُبِّبَ إليه الخلاء، فكان يخلو بغار حِراء يتعبَّدُ فيه الليالي حتى جاءه الحقُّ وهو بالغار، وأُنزِلَت عليه سورة اقرأ، وكانت مدَّة هذه الرُّؤيا ستة أشهر . وكان أوَّل من آمن به من النِّساء السيدة خديجة رضي الله تعالى عنها، ومن الرِّجال سيدنا أبو بكر رضي الله تعالى عنه، ومن الصِّبيان سيدنا عليِّ بن أبي طالب عليه السَّلام وله عشرُ سنين، ومن الموالي سيدنا زيدُ بن حارثة رضي الله تعالى عنه، ثُمَّ سيدنا عثمان رضي الله تعالى عنه وسيدنا الزُّبير وسيدنا ابن عوف وسيدنا سعد بن أبي وقَّاص وسيدنا طلحة بدعاءِ سيدنا أبي بكر إيِّاهم إلى الإسلام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين . ومات عمُّه أبو طالب في السَّنة العاشرة من البِعثة، وماتت بعده السيدة خديجة رضي الله تعالى عنها بثلاثة أيّام، فنالت قريش من أذى النَّبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم ما لم يبلغه في حياتهما . ثم أُسريَ بجسدِه صلى الله عليه وآله وسلم في السَّنة الثانية عشر من النُّبوَّة، من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، ثُمَّ عُرِج به إلى السَّماء العُليا، فرأى سيدنا آدم صلى الله عليه وسلم في الأولى، وسيدنا يحيى بن زكريا وسيدنا عيسى بن مريم عليهما السَّلام في الثانية، وسيدنا يوسف عليه السَّلام في الثالثة، وسيدنا إدريس عليه السَّلام في الرَّابعة، وسيدنا هارون عليه السَّلام في الخامسة، وسيدنا موسى أو سيدنا إبراهيم عليهما السَّلام في السّادِسة، وسيدنا إبراهيم أو موسى عليهما السَّلام في السابعة على اختلاف الرِّوايتَين في الصَّحيح وصوابُه أنَّ سيدنا إبراهيم عليه السلام في السَّابعة، ثمَّ انتهى إلى سِدرة المنتهى إلى مستوىً سمِع فيه صريف الأقلام . وفُرِضَ عليه صلى الله عليه وآله وسلم وعلى أمَّته الصَّلاة، وذلك ليلة سبعٍ وعشرون من شهر رجب وصحَّحه جماعة، أو سبع عشرة من شهر ربيع الأول أو من شهر رمضان على اختلاف في ذلك، وله ثِنتان وخمسون سنة، فلمَّا أصبح من تلك الليلة أخبر قريشًا فكذَّبوه، وارتدَّ جماعة ممَّن كان أسلم، وسأله المشركون أمارةً فأخبرهم بالعِير وأنَّهم يقدُمون يوم الأربعاء، فلما كان ذلك اليوم لم يقدموا حتَّى كادت الشَّمسُ أن تغرُب، فدعا الله سبحانه وتعالى فحبس الشَّمس حتى قدِموا، فكان كما وصف . - عَطِّرِ اللهمَّ رَوضَهُ الشَّريف ، بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلاةٍ وَتَشْرِيف -
بعثته وإسراؤه صلى الله عليه وآله وسلم
<b>العنوان: </b>زواجُه من خديجة صلى الله عليه وآله وسلم<br/><b>التصنيف: </b>عرف التعريف بالمولد الشريف<br/><b>التفاصيل الملحقة: </b>زواجُه من خديجة ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وحين بلغ خمسًا وعشرين سنة خرج صلى الله عليه وآله وسلم مرَّةً ثانية إلى الشَّام مع ميسرة غلام السيدة خديجة رضي الله تعالى عنها في تجارة لها، فلمَّا وصل إلى بُصرى نزل تحت ظِلِّ شجرة قريبًا من صومعة نَسطورا الرَّاهِب، فقال : " ما نزل تحت هذه الشَّجرة قطُّ إلا نبيّ "، ثمَّ قال لميسرة : " أفي عينَيه حُمرة ؟ "، قال : " نعم "، قال : " لا تفارِقُه"، هو نبيّ، وهو آخرُ الأنبياء " . ورجع صلى الله عليه وآله وسلم من بُصرى، وكان ميسرة إذا اشتدَّ الحرُّ يرى ملَكَين يُظِلان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الشَّمس، فباعوا تِجَارتَهم وربحوا ضِعفَ ما كانوا يربحون ، فلما رجعوا ودخل النَّبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم مكَّة، رأتهُ السيدة خديجة رضي الله تعالى عنها والملَكان يُظِلانه، فأرته نساءها، وأخبرها النَّبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم بالرِّبح، وأخبرها غلامُها بما رأى وبما أخبره الرَّاهِب نَسطورا، وكان ذلك باعث السيدة خديجة رضي الله تعالى عنها في تزويجها به صلى الله عليه وآله وسلم، فتزوَّجها صلى الله عليه وآله وسلم وقد كمُل له خمسٌ وعشرون سنة . ولمَّا بلغ صلى الله عليه وآله وسلم خمسًا وثلاثين سنة بنَت قريش الكعبة، وذلك أنَّ بابها كان بالأرض، فكان السَّيل يدخله فانصدع ، وسُرِق طِيب الكعبة، فلمَّا انتهوا في البناء إلى حيث يوضَع الرُّكن من البيت اختلفوا، وكانت كلُّ قبيلة تقول : " نحنُ أحقُّ بوضعه "، حتَّى همُّوا بالقتال، ثُمَّ اتفقوا على أن يجعلوا بينهم أوَّلَ مَن يدخل من باب بني شيبة حَكَمًا يقضي بينهم، فكان صلى الله عليه وآله وسلم أوَّل داخِل، فلمَّا رأوه قالوا : " هذا الأمين قد رضينا بقضائه "، وكانوا قبل النُّبوَّة يدعونه بالأمين، فأخبروه، فوضع صلى الله عليه وآله وسلم رداءه وبسطه بالأرض، ثُمَّ وضع الرُّكن فيه وقال : لتأخذ كلُّ قبيلة بطرفٍ من الثَّوب ثم ارفعوه جميعًا، فلمَّا بلغوا موضِعَه وضعه النَّبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم بيده الكريمة . عَطِّرِ اللهم رَوضَه الشريف بِعَرْفٍ شّذِيٍّ من صلاة وتشريف
زواجُه من خديجة صلى الله عليه وآله وسلم
<b>العنوان: </b>رَضاعُه ونشأته صلى الله عليه وآله وسلم<br/><b>التصنيف: </b>عرف التعريف بالمولد الشريف<br/><b>التفاصيل الملحقة: </b>رَضاعُه ونشأته ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولمَّا وُلِد صلى الله عليه وآله وسلم أرضعته أمُّه سبعة أيَّام، ثم أرضعته ثُوَيبة الأسْلَمية مولاة أبي لهب أيَّامًا كما قدَّمنا، وأرضعتْ معه أبا سلمةَ عبدَ الله بنَ عبدِ الأسَد المخزومي بلبنِ ابنِها مسروح، وهي أمُّ عمِّه سيدنا حمزةَ رضي الله تعالى عنه من الرَّضاعة أيضًا . وكان النَّبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم يبعث إليها بعد ذلك من المدينة بصِلَة وكسوة حتى توفيت، واختُلِف في إسلامها . ثمَّ أرضعتهُ عليه السَّلام أمُّ كبشة حليمة بنت أبي ذؤيب السَّعديّة رضي الله تعالى عنها، فجاء عنها أنها قالت : " لمَّا وضعتُه في حِجري أقبل عليه ثدياي بما شاء من اللبن، فشرب حتى رَوِيَ وشرب معه أخوه حتَّى رَوِيَ وناما، وما كان أخوه ينام قبل ذلك، وما كان في ثديَيَّ ما يرويه ولا في شارفنا ما يُغذِّيه، فقام زوجي إلى شارفنا تلك، فنظر إليها فإذا هي حافل باللبن، فحلب منها وشرِب وشربْتُ حتى انتهينا شبعًا وريًّا، فبِتنا بخير ليلة ببركته صلى الله عليه وآله وسلم " . قالت حليمة : " وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يشبُّ في اليوم شباب الصَّبيِّ في الشَّهر "، فردَّتهُ إلى أمِّه وهو ابن خمس سنين وشهر على الأصحّ ، وبقيت حليمة حتى قدِمت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مكَّة وقد تزوَّج السيدة خديجة رضي الله تعالى عنها، فشكت إليه جدب البلاد فكلَّم صلى الله عليه وآله وسلم لها السيدة خديجة، فأعطتها أربعين شاةً وبعيرًا، فانصرفت إلى أهلها، وقد اختُلِف أيضًا في إسلامها رضي الله تعالى عنها، فذكرها جماعة في الصحابة، وكذلك اختُلِف في إسلام زوجها . وحضَنَته عليه السلام أمُّ أيمن بركةُ الحبشية مولاتُه مع أمِّه وبعد موتها كما قدَّمنا، وكانت تقول : ما رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شكى جوعًا قطُّ ولا عطشًا، وكان يغدوا إذا أصبح فيشرب من ماء زمزم شربة ، فربَّما عرضنا عليه الغداء فيقول : أنا شبعان . ولما أكمل عليه السَّلام ستَّ سنين، توجَّهت به أمُّه مع حاضنته أمِّ أيمن إلى المدينة لزيارة أخوال أبيه بني النَّجَّار فأقاموا شهرًا ورجعوا، فلمَّا كانوا بالأبواء ماتت أمُّه، فدخلت به أمُّ أيمن مكَّة، فضمَّه جدُّه عبدُ المطَّلب إليه ، وكان يرِقُّ عليه ويُعلي منزِلته ويقول : " إنَّ لوَلدي هذا لَشأنًا "، ولْمَّا حضرته الوفاة أوصى أبا طالب بحفظِ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومات وللنَّبي صلى الله عليه وآله وسلم ثمانِ سنين، وكان عمُّه يحِبُّه حُبًا شديدًا . ولمَّا صار له صلى الله عليه وآله وسلم اثنتا عشرة سنة أخذه عمُّه أبو طالب معه إلى الشَّام حتى بلغ بُصرى، فرآه بَحِيرا الراهب فعرفه بصفته، فجاء وقال : " هذا سيِّد العالمين ورسول الله "، فقالوا : " من أين علِمت ؟ "، قال : " إنكم من حين أقبلتم من العقبة لم يبقَ حجرٌ ولا شجر إلا خرَّ له ساجِدًا ولا يسجُدان إلا لنبي، وإنَّا نجده في كتبنا، وسأل أبا طالب أن يردَّه خوفًا عليه من اليهود "، فرجع به عمُّه، ولم يتجاوز بُصرى . قال السُّهَيلي : " ووقع في سِيَر الزُّهري أنَّ بحيرا كان حَبرًا من يهودِ تَيماء " ا.هـ . قلتُ : والظاهر أنه كان نَصرانيًا، وذكر أبو القاسم ابن عساكر الحافظ أنَّ بحيرا كان يسكن قرية يقال لها الكفر، بينها وبين بُصرى ستةُ أميال، تُعرَف اليوم بدَير بَحيرا . وأخرج التِّرمذي وحسَّنه والحاكم وصحَّحه أنَّ في هذه السَّفرة أقبل سبعة من الروم يقصِدون قتلَه صلى الله عليه وآله وسلم، فاستقبلَهم بحيرا وقال : " ما جاء بكم ؟ "، قالوا : " إنَّ هذا النَّبيَّ خارِجٌ في هذا الشَّهر فلم يبقَ طريق إلا بُعِثَ إليه بأُناس "، فقال : " أفرأيتُم أمرًا أراد الله تعالى أن يقضيَه، هل يستطيعُ أحدٌ من الناس ردَّه ؟ "، قالوا : " لا " ، فبايَعوه وأقاموا معه، وردَّه أبو طالب . ولما صار له صلى الله عليه وآله وسلم تسع عشرة سنة صار مُلك فارس إلى أبرويز بن هرمز بن أنو شروان . ولما بلغ صلى الله عليه وآله وسلم عشرين سنة حضر مع عمومته حرب الفِجار - بكسر الفاء - وهو بين قريش وهوازِن؛ وأيام الفِجار ستة، وقال السُّهيلي : " أربعة " ، ثُمَّ حضر صلى الله عليه وآله وسلم حلف الفضول، عقَدتهُ قريشٌ على نصر كلِّ مظلوم بمكّة، ثم كان صلى الله عليه وآله وسم يرعى غنم أهله بأجياد على قراريط . عَطِّرِ اللهمَّ رَوضَهُ الشَّريف ، بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلاةٍ وَتَشْرِيف
رَضاعُه ونشأته صلى الله عليه وآله وسلم
<b>العنوان: </b>آياتُ مولِده صلى الله عليه وآله وسلم <br/><b>التصنيف: </b>عرف التعريف بالمولد الشريف<br/><b>التفاصيل الملحقة: </b>آياتُ مولِده ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وليلةَ مولده الشَّريف انشقَّ إيوان كِسرى حتى سمِع صوته وسقطت منه أربع عشرة شُرفة . وقد أخبرني بعض مَن رآه أنَّ الشقَّ طولًا في سقفه قدر ما يَثِبُه ويقفزه الشَّخص القويّ ، وهو باقٍ إلى اليوم آيةً من آياتِ الله تعالى . وخمدت نار فارس التي كانوا يعبدونها ، ولم تخمد قبل ذلك بألفَ عام ، بل كانت تُضرَم ليلاًَ ونهارًا ، ففي تلك الليلة خمدت في أقطار بلادهم ولم يقدروا على إيقادِها ، وتلك آية باهرة ومعجزة ظاهرة . وغاضت بحيرة ساوة ، وكانت بحيرة عظيمة في مملكة عراق العجم بين همذان وقُمْ ، تُركَب فيها السُّفن ويسافَر بها إلى ما حولها من البلاد مثل مزدغان والرَّي وما جاوز ذلك ، وكانت أكثر من ستة فراسخ ، فأصبحت من ليلة مولده الشَّريف ناشفة يابسة كأنه لم يكن بها شيء من الماء ، واستمرَّت كذلك حتى بُنيَ في موضعها مدينة ساوة الباقية إلى اليوم . ورأى الموبذان وهو عالِم الفرس وقاضيهم أنَّ الإبل تقود الخيل وقد قطعت دجلة وانتشرت في بلادها ، وذلك إشارة إلى مُلك العرب تلك الدِّيار ، وكذا كان . ورُمِيَت الشياطينُ بالشُّهُب الثَّواقِب ، وكانت من قبلُ تسترِقِ السّمع ؛ وحُجِبَ إبليسُ عن السَّماء كما رويَ ، ولعلَّه كان يصعَد فيسترِقُ السَّمع أيضًا . وروينا عن سيدنا حسان بن ثابت رضي الله تعالى عنه أنه قال : " إنِّي لَغُلام يَفَعَةٌ ابنُ سبعِ سنين أو ثمان أعقِل كلَّ ما سمعت ، إذ سمعتُ يهوديًّا يصرُخُ على أطمة يثرب : يا معشر يهود ، حتى إذا اجتمعوا إليه قالوا له : ويلك ، ما لَك ؟ ، قال : طلع الليلة نجمُ أحمد الذي وُلِد به " . وروى عكرمة أن نفرًا من قريش مرّوا بجزيرة من جزائر البحر ، فإذا شيخ من جُرهُم ، فقال : ممَّن أنتم ؟ ، قالوا : نحنُ من أهل مكَّة من قريش ، فقال الشيخ : ذات يوم لقد طلع الليلة نجم ، لقد وُلِد فيكم نبي ، قال : فنظروا فإذا النَّبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم وُلِد تلك الليلة . عَطِّرِ اللهم روضه الشريف بِعَرْفٍ شَذِيٍّ من صلاة وتشريف
آياتُ مولِده صلى الله عليه وآله وسلم
<b>العنوان: </b>مكان ولادته (صلى الله عليه وآله وسلم ) وبركته<br/><b>التصنيف: </b>عرف التعريف بالمولد الشريف<br/><b>التفاصيل الملحقة: </b>مكان ولادته (صلى الله عليه وآله وسلم ) وبركته وكان مولدُه الشريف صلى الله عليه وآله وسلم بِالشِّعَب ، وهو مكانٌ معروفٌ متواتِرٌ عند أهل مكَّة ، يخرج إليه أهلُ مكَّةَ كلَّ عام يومَ المولد ويحتفلون بذلك أعظمَ من احتفالهم بيوم العيد ، وذلك إلى يومنا هذا . وقد زُرتُه وتبرَّكتُ به عام حجَّتي سنة اثنتين وتسعين وسبعِمئة ، ورأيتُ من بركته عَظِيْمًا ، ثمَّ كرَّرتُ زيارته في مجاورتي سنة ثلاثٍ وعشرين و ثمانـمئة ، وكان قد تهدَّم فرمَّمتُه ، وقُرئَ عَلَيَّ كتابي : التعريف بالمولد الشَّريف وسمعه خلقٌ لا يُحصَون ، وكان يومًا مشهودًا عَطِّرِ اللهم قبره الشريف بِعَرْفٍ شَذِيٍّ من صلاة وتشريف
مكان ولادته (صلى الله عليه وآله وسلم ) وبركته
<b>العنوان: </b>إرهاصات مولِده صلى الله عليه وآله وسلم<br/><b>التصنيف: </b>عرف التعريف بالمولد الشريف<br/><b>التفاصيل الملحقة: </b>إرهاصات مولِده صلى الله عليه وآله وسلم قالت أمّه صلى الله عليه وآله وسلم : فلمّا فصَل منّي خرج معه نورٌ أضاء له ما بين المشرِق والمغرِب ، ثمَّ وقع على الأرض معتمِدًا على يديه جاثيًا على ركبتيه رافعًا رأسه إلى السّماء . قالت : وولدتُه نظيفًا طيّبًا ما به من قذَر ليس كما يولد السَّخل . وروّينا عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه عن أمِّه فاطمة بنت عبد الله قالت : حضرتُ ولادة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرأيتُ البيتَ حين وُضِع قد امتلأ نورًا ، ورأيتُ النّجوم تدنو حتى ظننتُ أنّها تقعُ عليّ . وذكر بقيّ بن مخلَد في تفسيره : أنَّ إبليس رنَّ أربعَ رنّات : حين لُعِن ، وحين أُهبِط ، وحين وُلِد النّبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وحين أُنزِلت فاتحة الكتاب . وقال : والرَّنين والّنخار من عمل الشيطان . ووُلِد النبي صلى الله عليه وآله وسلم معذورًا مسرورًا ، والمعذور : المختون ، والمسرور : مقطوع السُّرَة ، هذا هو الأصحُّ عندنا ، كما روَّيناه مسنَدًا عن العبّاس عمِّه رضي الله عنه . وقيل : إنَّ جدّه عليه السلام ختَنه يوم السّابع ، وصنع مأدبةً ، وسمّاه محمدًا . وقيل : إنَّ جبريل عليه السلام ختَنه حين طهّر قلبه يوم شقَّته الملائكة وهو صغير . ولّما وُلِد عليه السلام خُتِم بخاتَم النُّبوّة ، ذكر ذلك ابن عائذ ، وحكاه عنه غير واحد . وسُمّيَ عليه الصلاة والسلام محمّدًا ، فقيل : سمَّته بذلك أمّه لما رأت وأُمِرَت . وقيل : بل جدّه ؛ ويحتمل أن تكون آمنة أمّه لّما أخبرت جدَّه بما رأت سمّاه بذلك . وقال الإمام أبو القاسم السُّهَيلي : إنَّ ذلك لرؤيا رآها جدُّه عبدُ المطَّلب ، ذكر حديثها أبو الحسن القيرواني العابِر في كتابه البُستان ، قال : كان عبد الطَّلب قد أُرِيَ في منامه كأنَّ سلسِلةً من فضّة خرجت من ظهره ، لها طرف في السماء وطرف في الأرض وطرف في المشرق وطرف في المغرب ، ثمَّ عادت كأنّها شجرة ، على كلِّ ورقةٍ منها نور ، وإذا أهل المشرق والمغرب يتعلَّقون بها ؛ فقصَّها فعُبِّرت بمولود يكون من صُلبِه يتبعه أهل المشرق والمغرب ويحمده أهل السماء والأرض . لطيفة : النّور الذي رأته أمُّه عليه السلام حين الوِلادة فأضاء له ما بين المشرق والمغرب وكذا ما رآه جدّه هو ما فتح الله تعالى على أمَّته من البلاد من أقصى المشرق إلى أقصى المغرب ، وأن دينه صلى الله عليه وآله وسلم يمتدُّ بينهما أكثر من امتداده بين الجنوب والشّمال ، وأنت تجد الأمر كذلك معايَنة . وكذا ما رآه خالد بن سعيد بن العاص قبل المبعث بيسير ، كأنَّ نورًا يخرج من زمزم حتى ظهرت له البُسْر في نخيل يثرب ، فقصَّها على أخيه عمرو ، فقال : إنها حَفيرة عبد المطلب ، وإنَّ هذا النور يكون منهم . وهذا كان السبب في مبادرته إلى الإسلام . فانظر كيف كان بدأ النُّبوَّة بمكّة وظهورها بالمدينة يثرب . وقالت أمّه صلى الله عليه وآله وسلم : لّما ولَدْتُه خرج من فرجي نورٌ أضاءت له قصور بُصرى من أرض الشّام . قلتُ : وهذه لطيفة أخرى ، وهو أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصل بنفسه الكريمة إلى أرض بُصرى من الشّام مرَّتين ، ولم يتجاوز ذلك ، فكان ذلك إشارة إلى ذلك ، والله أعلم . وما أحسن قول العبّاس عمِّه رضي الله عنه مما أنشده فيه : وأنت لما وُلِدت أشرقت الـْ *** أرضُ وضاءت بنوركَ الأفقُ فنحن في ذلك الضِّياءِ وفي النّــ *** ــورِ وسُبْل الرّشاد نختـرِقُ ولما جاء البشيرُ إلى جدِّه عبد المطّلب بولادة آمنة سُرَّ بذلك عظيمًا ، وقام هو ومن كان معه من أشراف قومه حتى دخل عليها وكانت قد وضعته تحت بُرمة ليكون جدُّه أوَّلَ من يراه ، فإذا البُرمة قد انفلقت عنه عليه السّلام ، وإذا هو قد شقَّ بصره ينظر إلى السّماء ؛ فأخبرت أمُّه جدَّه بما رأت وما قيل لها ، فأخذه وأدخله الكعبة ، وقام عندها يدعو الله تعالى ويشكره على ما أعطاه ، وقال في ذلك شعرًا مشهورًا : الحمدُ لله الذي أعطـاني *** هذا الغلام الطَّيِّبَ الأردانِ قد فاقَ في المهدِ على الوِلدانِ *** أُعيذهُ بالواحدِ الدَّيّانِ وأتت ثُويبةُ جاريةُ أبي لهب عمِّه إليه ، فبشَّرته بأنه قد وُلِد لأخيه عبدِ الله غُلام ، فأعتقها في الحال تلك الليلة ثمَّ جعلها تُرضِعُه بعد ولادته أيّامًا ، كما سيأتي إن شاء الله تعالى . وقد رُؤيَ أبو لهب بعد موته في النَّوم ، فقيل له: " ما حالك ؟ " ، فقال : " في النار، إلا أنَّه يُّخفَّفُ عنِّي كلَّ ليلةِ اثنين، وأمصُّ من بين أُصبعَيَّ هاتَينِ ماءً بقدر هذا ، وأشار إلى رأس إصبعه ، وإنَّ ذلك بإعتاقي لثُوَيبة عندما بشَّرتني بولادة النَّبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم وبإرضاعها له " . قلتُ : وقد بلغنا معنى هذا عن النَّبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم . نُكتة: إذا كان أبو لهب الكافر الذي نزل القرآن بذمِّه جوزيَ في النَّار بفرحهِ ليلة مولد النَّبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم به ، فما حال المسلِم الموحِّد من أمَّة محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي يُسَرُّ بمولده ويبذُل ما تصِل إليه قدرته في محبَّته عليه السّلام ؟ ، لعَمري إنما يكون جزاؤه من الله تعالى الكريم أن يدخِلَه بفضله جنَّاتِ النَّعيم . عَطِّرِ اللهم روضَهُ الشريف بِعَرْفٍ شّذِيٍّ من صلاة وتشريفإرهاصات مولِده صلى الله عليه وآله وسلم قالت أمّه صلى الله عليه وآله وسلم : فلمّا فصَل منّي خرج معه نورٌ أضاء له ما بين المشرِق والمغرِب ، ثمَّ وقع على الأرض معتمِدًا على يديه جاثيًا على ركبتيه رافعًا رأسه إلى السّماء . قالت : وولدتُه نظيفًا طيّبًا ما به من قذَر ليس كما يولد السَّخل . وروّينا عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه عن أمِّه فاطمة بنت عبد الله قالت : حضرتُ ولادة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرأيتُ البيتَ حين وُضِع قد امتلأ نورًا ، ورأيتُ النّجوم تدنو حتى ظننتُ أنّها تقعُ عليّ . وذكر بقيّ بن مخلَد في تفسيره : أنَّ إبليس رنَّ أربعَ رنّات : حين لُعِن ، وحين أُهبِط ، وحين وُلِد النّبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وحين أُنزِلت فاتحة الكتاب . وقال : والرَّنين والّنخار من عمل الشيطان . ووُلِد النبي صلى الله عليه وآله وسلم معذورًا مسرورًا ، والمعذور : المختون ، والمسرور : مقطوع السُّرَة ، هذا هو الأصحُّ عندنا ، كما روَّيناه مسنَدًا عن العبّاس عمِّه رضي الله عنه . وقيل : إنَّ جدّه عليه السلام ختَنه يوم السّابع ، وصنع مأدبةً ، وسمّاه محمدًا . وقيل : إنَّ جبريل عليه السلام ختَنه حين طهّر قلبه يوم شقَّته الملائكة وهو صغير . ولّما وُلِد عليه السلام خُتِم بخاتَم النُّبوّة ، ذكر ذلك ابن عائذ ، وحكاه عنه غير واحد . وسُمّيَ عليه الصلاة والسلام محمّدًا ، فقيل : سمَّته بذلك أمّه لما رأت وأُمِرَت . وقيل : بل جدّه ؛ ويحتمل أن تكون آمنة أمّه لّما أخبرت جدَّه بما رأت سمّاه بذلك . وقال الإمام أبو القاسم السُّهَيلي : إنَّ ذلك لرؤيا رآها جدُّه عبدُ المطَّلب ، ذكر حديثها أبو الحسن القيرواني العابِر في كتابه البُستان ، قال : كان عبد الطَّلب قد أُرِيَ في منامه كأنَّ سلسِلةً من فضّة خرجت من ظهره ، لها طرف في السماء وطرف في الأرض وطرف في المشرق وطرف في المغرب ، ثمَّ عادت كأنّها شجرة ، على كلِّ ورقةٍ منها نور ، وإذا أهل المشرق والمغرب يتعلَّقون بها ؛ فقصَّها فعُبِّرت بمولود يكون من صُلبِه يتبعه أهل المشرق والمغرب ويحمده أهل السماء والأرض . لطيفة : النّور الذي رأته أمُّه عليه السلام حين الوِلادة فأضاء له ما بين المشرق والمغرب وكذا ما رآه جدّه هو ما فتح الله تعالى على أمَّته من البلاد من أقصى المشرق إلى أقصى المغرب ، وأن دينه صلى الله عليه وآله وسلم يمتدُّ بينهما أكثر من امتداده بين الجنوب والشّمال ، وأنت تجد الأمر كذلك معايَنة . وكذا ما رآه خالد بن سعيد بن العاص قبل المبعث بيسير ، كأنَّ نورًا يخرج من زمزم حتى ظهرت له البُسْر في نخيل يثرب ، فقصَّها على أخيه عمرو ، فقال : إنها حَفيرة عبد المطلب ، وإنَّ هذا النور يكون منهم . وهذا كان السبب في مبادرته إلى الإسلام . فانظر كيف كان بدأ النُّبوَّة بمكّة وظهورها بالمدينة يثرب . وقالت أمّه صلى الله عليه وآله وسلم : لّما ولَدْتُه خرج من فرجي نورٌ أضاءت له قصور بُصرى من أرض الشّام . قلتُ : وهذه لطيفة أخرى ، وهو أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصل بنفسه الكريمة إلى أرض بُصرى من الشّام مرَّتين ، ولم يتجاوز ذلك ، فكان ذلك إشارة إلى ذلك ، والله أعلم . وما أحسن قول العبّاس عمِّه رضي الله عنه مما أنشده فيه : وأنت لما وُلِدت أشرقت الـْ *** أرضُ وضاءت بنوركَ الأفقُ فنحن في ذلك الضِّياءِ وفي النّــ *** ــورِ وسُبْل الرّشاد نختـرِقُ ولما جاء البشيرُ إلى جدِّه عبد المطّلب بولادة آمنة سُرَّ بذلك عظيمًا ، وقام هو ومن كان معه من أشراف قومه حتى دخل عليها وكانت قد وضعته تحت بُرمة ليكون جدُّه أوَّلَ من يراه ، فإذا البُرمة قد انفلقت عنه عليه السّلام ، وإذا هو قد شقَّ بصره ينظر إلى السّماء ؛ فأخبرت أمُّه جدَّه بما رأت وما قيل لها ، فأخذه وأدخله الكعبة ، وقام عندها يدعو الله تعالى ويشكره على ما أعطاه ، وقال في ذلك شعرًا مشهورًا : الحمدُ لله الذي أعطـاني *** هذا الغلام الطَّيِّبَ الأردانِ قد فاقَ في المهدِ على الوِلدانِ *** أُعيذهُ بالواحدِ الدَّيّانِ وأتت ثُويبةُ جاريةُ أبي لهب عمِّه إليه ، فبشَّرته بأنه قد وُلِد لأخيه عبدِ الله غُلام ، فأعتقها في الحال تلك الليلة ثمَّ جعلها تُرضِعُه بعد ولادته أيّامًا ، كما سيأتي إن شاء الله تعالى . وقد رُؤيَ أبو لهب بعد موته في النَّوم ، فقيل له: " ما حالك ؟ " ، فقال : " في النار، إلا أنَّه يُّخفَّفُ عنِّي كلَّ ليلةِ اثنين، وأمصُّ من بين أُصبعَيَّ هاتَينِ ماءً بقدر هذا ، وأشار إلى رأس إصبعه ، وإنَّ ذلك بإعتاقي لثُوَيبة عندما بشَّرتني بولادة النَّبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم وبإرضاعها له " . قلتُ : وقد بلغنا معنى هذا عن النَّبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم . نُكتة: إذا كان أبو لهب الكافر الذي نزل القرآن بذمِّه جوزيَ في النَّار بفرحهِ ليلة مولد النَّبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم به ، فما حال المسلِم الموحِّد من أمَّة محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي يُسَرُّ بمولده ويبذُل ما تصِل إليه قدرته في محبَّته عليه السّلام ؟ ، لعَمري إنما يكون جزاؤه من الله تعالى الكريم أن يدخِلَه بفضله جنَّاتِ النَّعيم . عَطِّرِ اللهم روضَهُ الشريف بِعَرْفٍ شّذِيٍّ من صلاة وتشريف
إرهاصات مولِده صلى الله عليه وآله وسلم
<b>العنوان: </b>تاريخ مولده صلى الله عليه وآله وسلم<br/><b>التصنيف: </b>عرف التعريف بالمولد الشريف<br/><b>التفاصيل الملحقة: </b>تاريخ مولده ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ووُلِد النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الاثنين بلا خلاف ، في شهر ربيع الأوّل على الصَّحيح ، ليلة الثاني عشر منه على الأصّح ، عام الفيل على المشهور ، وذلك في وِلاية العادِل كِسرى أنو شروان سنة سبعَ عشرة منها ، وسنة ثمان وسبعين وخمسمئة من رفع عيسى بن مريم عليهما الصلاة والسلام إلى السّماء ، وسنة تسعٍ وتسعمئة للإسكندر الرّومي ؛ ويقال : إن ّ ذلك بعد هبوط آدم عليه الصلاة والسلام بستة آلاف وثلاثٍ وأربعين سنة . عَطِّرِ اللهم روضَهُ الشريف بِعَرْفٍ شّذِيٍّ من صلاة وتشريف
تاريخ مولده صلى الله عليه وآله وسلم
<b>العنوان: </b>حمل أمه به صلى الله عليه وآله وسلم<br/><b>التصنيف: </b>عرف التعريف بالمولد الشريف<br/><b>التفاصيل الملحقة: </b>حملُ أُمِّه به ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فحملَت بالنّبي صلى الله عليه وآله وسلم أمُّه آمنةُ ، وكانت تقول : ما شعرتُ أنّي حملتُ به ، ولا وجدتُ له ثقلًا كما تجِدُ النِّساء ، إلا أنّي قد أنكَرْتُ رفعَ حيضَتي ، وربّما كانت ترفعني وتعود . قالت أمُّه : وأتاني آتٍ وأنا بين النّائم واليقظان فقال : هل شعرتِ أنّك حمَلتِ ؟ فكأنّي أقولُ : ما أدري ، فقال إنّك قد حملتِ بسيِّد هذه الأمّة ونبيِّها ؛ ثمَّ أهملَني حتى دنَت وِلادتي أتاني ذلك الآتي ، فقال : قولي : أُعيذُه بالواحِد من شرِّ كلِّ حاسِد ، فإذا وضعتِه فسمّيه محمدًا ، وآية ذلك أن يخرجَ معه نورٌ يملأُ قصور بُصرى من أرض الشّام . ويُروى : أنَّ الله تبارك وتعالى لْمَّا أراد خلق نبيِّه محمد صلى الله عليه وآله وسلم في بطن أمِّه، وكان ذلك في ليلة الجمعة من شهر رجب، أمر في تلك الليلة رضوان خازن الجنان عليه السلام أن يفتح أبواب الفِردوس ، ونُوديَ في السَّماواتِ والأرضِ بأنَّ النَّور المكنون المخزون الذي يكون معه النَّبيّ الهادي في هذه الليلة يستقرُّ في بطن أمِّه الذي يتِمُّ خلقُه ، ويخرجُ إلى النَّاسِ بشيرًا ونذيرًا . ثمّ لمـّا حملَت به أمُّه صلى الله عليه وآله وسلم بعثَ عبد المطّلب ابنَه عبدَ الله إلى غزّة من الشّام يمتارُ لهم طعامًا مع تُجّارٍ من قريش ، فلمّا رجعوا مرِض عبد الله ، فلمّا وصلوا المدينة تخلّف عند أخوالِه بني عَدِيّ بن النّجّار ، ثمّ مات بالمدينة وله ثلاثون سنة . ولمّا بلغت وفاتُه عبدَ المطَّلبِ وجَدَ عليه وجَدًا شديدًا ؛ والصَّحيح أنَّ ذلك والنَّبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم كان حمْلًا . وخلَّف عبدُ الله جاريتَه أمَّ أيمن بركة الحبَشيَّة وخمسة أجمال وقُطَيعة غنم ، فورِِث ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وكانت أمُّ أيمن رضي الله تعالى عنها تحضُنُه. عَطِّرِ اللهم روضه الشريف بِعَرْفٍ شذي من صلاة وتشريف
حمل أمه به صلى الله عليه وآله وسلم
<b>العنوان: </b>نسبه الشريف صلى الله عليه وآله وسلم<br/><b>التصنيف: </b>عرف التعريف بالمولد الشريف<br/><b>التفاصيل الملحقة: </b>بسم الله الرحمن الرحيم نسبه الشّريف ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فهو عليه الصّلاة والسلام : محمَّدُ بن عبدِ الله بنُ عبدِ المطَّلبِ بنِ هاشمِ بنِ عبدِ منافِ بنِ قُصَيِّ بنِ كلابِ بنِ مُرّةَ بنِ كعبِ بنِ لؤيِّ بنِ غالبِ بن فِهرِ بنِ مالكِ بن النَّضْرِ بنِ كِنانةَ بن خُزيمةَ بنِ مُدْرِكَةَ بنِ إلياسَ بنِ مُضَرَ بن نِزارِ بنِ معَدّ ابنِ عَدْنان ، إلى هنا متَّفَقٌ عليه ، واختلفوا في تسميةِ بقيّة أجدادِه صلى الله عليه وآله وسلم من آدم صلى الله عليه وسلم إلى عدنان ، مع اتِّفاقِهم على أنَّ عدنانَ من ذُرِّيّة إسماعيلَ الذّبيح ابنِ إبراهيمَ صلوات الله وسلامه عليهما . أخبرنا الشّيخ الُمسند الرُّحْلة أبو عبد الله محمدُ بنُ أحمدَ بنِ إبراهيمَ المقدسيُّ رحمه الله بقراءتي عليه ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليُّ بن أحمدَ الحنبلي ، قال : أخبرنا حنبلُ بن عبد الله الرُّصافي ، قال : أخبرنا هبةُ الله ابنُ الحُصَين ، قال : أخبرنا الحسنُ بنُ علي ، قال : أخبرنا أحمدُ بنُ جعفر ، قال : حدّثنا عبدُ الله ابنُ الإمام أحمدَ بنِ حنبل ، قال : حدّثني أبي ، قال ، حدّثنا محمدُ بن مُصعَب ، قال : حدّثنا الأوزاعيّ ، عن شدّادٍ أبي عمّار ، عن واثلةَ بن الأسقعِ رضي الله عنه ، أنّ النّبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : " إنّ الله اصطفى من وَلَدِ إبراهيمَ إسماعيلَ ، واصطفى من بني إسماعيلَ كنانةَ ، واصطفى من بني كِنانةَ قريشًا ، واصطفى من قريشٍ بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم " أخرجه مسلم في صحيحه ، والتِّرمذي في جامعه وقال : حسن صحيح . ورواه الطبراني من حديث ابنِ عمرَ رضي الله عنهما ولفظه : أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : " إنَّ الله اختارَ خلقَه ، فاختار منهم بني آدم ، ثم اختار بني آدمَ فاختار منهم العرب ، ثم اختار العرب فاختار منهم بني هاشم ، ثم اختار بني هاشم فاختارني منهم ، فلم أزل خِيارًا من خِيار ، ألا مَن أحبَّ العربَ فبِحُبّي أحبَّهم ، ومَن أبغض العرب فببُغضي أبغضَهم " . فالعُـــــــرْبُ خيرُ أناسٍ ثـمَّ خيرُهُـــــمُ *** محمّدٌ فهْــــوَ فيهِمْ خيرُ خيرهِم إن تقرأ النَّحل ينحل جسم حاسِدهِم *** وفي براءة يبدو وجهُ جاههِـــــم وروّينا أيضًا في مسند الإمام أحمد عن العِرباض بنِ ساريةَ رضي الله عنه قال : قال رسول اله صلى الله عليه وآله وسلم : إني عبدُ الله لَخاتم النبيين وإنّ آدمَ لَـمُنْجَدِلٌ في طِينته ، وسأخبركم بأوّل ذلك : دعوةُ إبراهيم ، وبِشارة عيسى ، ورؤيا أُمّي رأت حين وضعتني وقد خرج لها نورٌ أضاءت له قصور الشام " ؛ ورواه أيضًا الحاكم في مستدرًكه على الصحيح . قولـــــــه : مُنْجَدِل : أي : مختلِط ؛ ويقــــــــــال : ملقىً من جَدلهِ : إذا رماه في الأرض فانجدل ، أي : سقط . وقوله : دعوةُ إبراهيم : يعني : قولَه تعالى : (( رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )) [ البقرة : 129 ] الآية . وقوله : وبشارة عيسى : يعني : قولَه تعالى : (( وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ )) [ الصَّف : 6 ] . ولا زال نورُه صلى الله عليه وآله وسلم ينتقلُ من الأصلابِ الطاهراتِ إلى الأرحام الزّاكياتِ إلى أن اتَّصلَ بأبيه عبدِ الله بن عبدِ المطَّلبِ . فلما تأهَّلَ للزَّواج زوَّجه من آمنة بنتِ وهب بن عبد مَناف بن زُهرة بن كِلاب ، فلمّا تزوّجها ودخل بها حملَت بالنّبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فيقال : كان ذلك يوم الاثنين من شهر رجب . وقال ابن الجزار : أيّام مِنى في شِعبِ أبي طالب عند الجمرة الوسطى . قال الحاكم أبو أحمد : وكان سِنُّ عبدِ الله إذ ذاك ثلاثين سنة . عَطِّرِ اللهم روضَهُ الشريف بِعَرْفٍ شّذِيٍّ من صلاة وتشريف
نسبه الشريف صلى الله عليه وآله وسلم
<b>العنوان: </b>المقدمة<br/><b>التصنيف: </b>عرف التعريف بالمولد الشريف<br/><b>التفاصيل الملحقة: </b>بسم الله الرحمن الرحيم أخبرنا الشيخ الإمام العلامة قاضي القضاة شيخُ القراء الرُّحلة شمس الدين أبو الخير محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف القرشي العمَري الدِّمشقي الشّيرازي الشهير بابن الجزَري ، مشافهةً غير مرّة بالمسجد الحرام ؛ قال رحمه الله تعالى : الحمد لله الذي جعلَ شهرَ ربيعٍ الأولِ بالمولد الشَّريف ربيعَ القلوب ؛ وجلا به عن عبادِه الغموم وأزال بوجوده الكروب ؛ وأطفأ به نارَ الشِّرك ، وصدَعَ به إيوانَ الإفكِ ، ورفعَ به جميعَ النَّقائص والعُيوب ؛ وأضاء بنوره مشارِقَ الأرضِ ومغارِبهَا إشارةً إلى ظهورِ هذا الدين بها فسبحانَ علام الغُيوب . لهذا الشَّهرِ في الإسلامِ فضلٌ *** وإفضالٌ يفوقُ على الجميعِ سُماهُ وَهْوَ والمولــــــودُ فيــــهِ *** ربيعٌ في ربيـــعٍ في ربيــــعِ نحمَدُه على أن جعلنا من أمَّته ، ونشكره على أن هدانا لِملَّته ، ونسأله أن يميتَنا على سُنَّتِه ومحبَّته ، ونشهد أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريك له ، شهادةَ مقتطِفٍ من هذا الشَّهرِ زهرَ الرَّبيع ، مختَطِفٍ ما يبدو في لياليه من النّور البديع . ونشهدُ أنَّ سيِّدَنا محمّدًا عبدُه ورسولُه ونبيُّه وصفِيُّه وحبيبه ونَجِيُّه ، أرسلَه بالهدى ودينِ الحقِّ ليُظهِرَه على الدِّين كلِّه ولو كرِه المشرِكون ؛ صلى الله عليه وعلى آله الطَّيِّبين الطاهرين ، وأصحابه المنتجَبين الأكرمين ، خصوصًا الخلفاءَ الراشدين والأئمةَ المهديّين الذين قضَوا بالحقِّ وبه كانوا يعدلون ؛ صلاةً دائمةً باقيةً إلى يوم الدّين ، ما وُلِدَ مولودٌ ووُجِدَ موجودٌ ، وسلِّم تسليمًا كثيرًا ، حتّى يرِثَ اللهُ الأرضَ ومَن عليها وهو خير الوارثين . وبعد ، فهذا مولِد سيِّدِ الأوَّلينَ والآخرين ، وقائدِ الغُرِّ المحجَّلين ، وحبيبِ ربِّ العالمين ، الذي أرسله اللهُ تعالى للخلق أجمعين ، وفضَّله على جميعِ الأنبياءِ والمرسلين ، والملائكةِ المقرَّبين ، وخصَّهُ بالشَّفاعةِ العُظمى يوم الدِّين عَطِّرِ اللهم روضَهُ الشريف بِعَرْفٍ شّذِيٍّ من صلاة وتشريف

معرض الصور

للإطلاع على المزيد من الصور، بإمكانكم زيارة معرض الصور بالضغط هنا

مرئيات

للإطلاع على المزيد من المرئيات، بإمكانكم زيارة مرئيات الموقع بالضغط هنا

اتصل بنا

واحة آل البيت لإحياء التراث والعلوم - فلسطين
غزة - فلسطين
بريد إلكتروني: info@alalbait.ps

النشرة البريدية

اشترك بالنشرة البريدية لتبقى على تواصل دائم واطلاع مستمر على ما ينشر في موقعنا

واحة آل البيت لإحياء التراث والعلوم - فلسطين | 2024
تصميم وتطوير: أبو الحسن