- آخر تحديث: 2015/08/05
- 4368
ما هو الواجب الثالث على المكلف؟
الواجب الثالث الذي لابدَّ من تحصيله هو تهذيب النفس وإصلاحها وتطهيرها من كل ما يُبَاعِد عن الله، وتخليصها من دنس الأخلاق الذميمة، وتصفية البواطن من الرذائل، وتحليتها بأنواع الفضائل، وهو ما يعبَّر عنه بعلم الزهد أو السلوك أو الأخلاق أو الأدب فكلها مسميَّات لعلمٍ واحد وهو علم التصوف الذي هو مقام الإحسان في حديث سيدنا جبريل عليه السلام عندما سَأَلَ سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الإحسان فقال: (أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك)(رواه مسلم)، والإحسان أحد أركان الدين الثلاثة لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ)، والتصوف بهذا المعنى هو تحقيقٌ لمقام الإحسان بعد تصحيح الإسلام والإيمان، إذ لا تصوف إلا بفقه، كما لا فقه إلا باعتقاد وإيمان، إذ لا عبرة بفقهٍ لا يصحبه صِدقُ التوجه، قال الشيخ زرُّوق المالكي رحمه الله: "التصوف علم قُصِدَ لإصلاح القلوب، وإفرادها لله تعالى عما سواه، والفقه لإصلاح العمل وحفظ النظام، وظهور الحكمة بالأحكام، والأصول - علم التوحيد- لتحقيق المقدمات بالبراهين، وتحلية الإيمان باليقين، كالطب لحفظ الأبدان"، فيؤخذ من هذا وجوب معرفة هذا العلم .